تقارير وتحقيقات

في ختام الجولة ١٦ لممتاز كرة العراق.. الصدارة زرقاء والوصافة بيضاء والمطاردة خضراء

 

طلال العامري / النهار نيوز

الشاهين الأزرق ” الجزّار أيمن حسين” يقسو على النفط بالهاتريك
ضرغام إسماعيل يعوّض النوارس بالهدف الأجمل
حرب الانتقالات تندلع ومحمد داؤود الأكثر استهدافاً
عاودت عجلة الدوري العراقي الممتاز دورانها من جديد عقب تأجيل المرحلة السادسة عشر نتيجة خوض مباراة العراق الودية التي جرت في البصرة مع الأزرق الكويتي وكانت الأولى للفريقين على الأرض العراقية من ٣٢ سنة مضت… والتي كانت عبارة عن رسالة وجهها أهل الرياضة العراقية للخليجيين بأن البصرة جاهزة لاحتضان بطولة خليجي ٢٥ التي وعدوا بتنظيمها لمرّات عديدة كان آخرها في خليجي ٢٤ التي جرت في الدوحة..
لم يفرّط القوّة الجوية بترتيبه الأول عندما بطش بقساوة لافتة بالنفط المركزي وأحال منصاته إلى ركام بعد أن تجرأ محمد داؤود الذي قذف برميلاً انفلق في مرمى فهد طالب ليأتي الرد الماحق من الهدّاف أيمن حسين الذي لم يترك أي خيار للنفطيين سوى الاستسلام عندما أصابهم بمقتل في غضون ١٢ دقيقة فقط.. بالمقابل حافظ الزوراء على المركز الثاني الذي كاد يفقده لولا تصحيح ضرغام اسماعيل للخطأ المتمثّلة بضاعته ركلة جزاء عوّضها بهدف كان الأجمل في الجولة برمّتها.. أما الشرطة فإنهم لم يهادنوا شقيقهم الصغير ابن الداخلية الوزارة وأكرموه بهدفين دون رد ليقبضوا على المركز الثالث الذي غادره عندليب الفرات الذي تأخر بفارق نقطتين عن القيثارة..
ورغم أن بداية الجولة كانت شحيحة بالأهداف إلا أن الحال تحسّن ليرتفع في نهايتها إلى هدف و٧ بالعشرة في المباراة الواحدة..
بدأت الجولة بلقاءٍ جمع السماوة المنتفض من حيث النتائج والعروض بضيفه بغداد (الأمانة) وانتهى بالتعادل من دون أهدافٍ وكذا الحال مع مباراتي الصناعات الكهربائية ونفط ميسان والقاسم مع الدوانية والأخير بهذه الصورة لن يصل إلى المربّع الذهبي أو حتى التنعّم بالمناطق الدافئة ما لم يستقر من حيث الكادر التدريبي والإداري.. ولم يشذ عن المتعادلين بالأصفار سوى الكهرباء وأربيل بنتيجة التعادل الإيجابي “٢-٢” إضافة بفوز الصاحي مؤخراً نفط البصرة على الكرخ “١- صفر” سجل له محمد جبار رباط..
لم يتوقّع أحد أن يكون اليوم الأول للجولة بهذا الضعف التهديفي الذي أنتج خمسة أهداف لا غير..
في اليوم التالي تحسّنت الأوضاع التهديفية ووصلت إلى ١٢ هدفاً للمباريات الخمس المتبقية وخصوصاً حين أفلح الصقور “القوّة الجوية” تحويل تأخره بهدف أمام النفط المركزي إلى فوزٍ عريضٍ، جاء هدف النفط عن طريق محمد داؤود الذي أرسل كرة على شكل “صاروخ” بعيد المدى سكنت شباك فهد طالب الذي طار لها متأخراً..
لم يطل الوقت كثيراً حين جاء ردّ الشاهين الأزرق (الجزار) أيمن حسين بتسجيله ثلاثة أهداف “هاتريك” بظرف ١٢ دقيقة فقط، قلبت الأمور رأساً على عقب وأعادت لرجال أيوب أوديشو الصدارة التي أفلتت لدقائق معدودات.. وفي الشوط الثاني حاول النفط من خلال محمد داؤود وتوجيهات يحيى علوان تقليص الفارق والعودة بالمباراة لكن هدف حيدر باري الرابع للصقور جعل كل شيء في نصابه الصحيح وينتهي اللقاء الجميل بـ”٤ أهداف للجوية مقابل ١ هدف للنفط” وتبقى الصدارة مزدانة باللون الأزرق للدور الثالث على التوالي برصيد ٣٢ نقطة وسط ملاحقة زورائية واضحة المعالم والنوايا عقب الفوز المضني الذي تحقق للنوارس على أصحاب الدار النجف الذين فعلوا كل شيء لخطف نقاط اللقاء وعدم الابتعاد عن مطاردة (الغريم).. وكانت فاعلية (الأبيض) هي الغالية والتي لم تتأثر باضاعة ركلة جزاء منحها الحكم ونفّذها ضرغام اسماعيل ليتمكن منها محمد كاصد ببراعة.. لكن من أضاع كرة الجزاء التي تبعد بمسافة (١١) ياردة عاد وسجل هدفاً عابراً للقارات من ركلة حرة بعيدة جداً سدد فيها الضرغام كرته ببراعة سكنت الشباك على يسار “كاصد” النجف أقصى الزاوية وكم حاول أصحاب الأرض التعديل لكن اختبار هاتف شمران مدرب النجف الجديد “فشل” أمام راضي شنيشل الذي حقق الفوز الرابع توالياً منذ استلام النوارس خلفاً للمستقيل باسم قاسم.. ارتفع رصيد الزعيم إلى ٣١ نقطة محافظاً على الوصافة ومترقباً أي تعثّرٍ للصقور التي ما عادت ترحم بغزارة الأهداف التي تسجلها وتحديداً عن طريق جزارها المرعب (أيمن “ولد”حسين) الذي تنبأ له ابن مدينته “كركوك” سفاح الكرة العراقية يونس محمود يوماً أن يخلفه.. فهل تتحقق نبوءة ابن مدينة الذهب الأسود..؟
كما استطاع الشرطة هو الآخر الفوز على فريق الحدود بهدفين نظيفين الأول من الشاب مراد محمد (مقصية) على طريقة الكبار والثاني للمدافع سعد ناطق أكثر مدافعي الدوري تسجيلاً للأهداف، ليصعد القيثارة إلى المركز الثالث بذات رصيد الزوراء ومتخلفاً عنه بفارق هدف واحدٍ فقط.. متبادلاً الأماكن مع نفط الوسط (عندليب الفرات) الذي عاد من زاخو بنقطة واحدة كانت الأثمن عندما أدرك التعادل بعد تقدم زاخو بهدف زياد محمد وكان التأثّر على العندليب بائناً من (ميدان أهل الخابور) ذي الأرضية غير الملائمة والتي علمنا أن هناك صيانة لها في القريب العاجل والنقطة لرجال احمد صلاح تعني الكثير، لأنها أتت من فريق كبير سبق له حصد درع الدوري وكذلك من يقوده هو مدرب قدير جاء خلفاً للخبير جمال علي “المستقيل”.. ويعد البديل عبدالغني شهد أحد أبرز المدربين الشباب المتواجدين في الساحة الكروية العراقية في السنوات الأخيرة وسبق له أن قاد منتخبات العراق المختلفة إلى نتائج كبيرة أبرزها على الإطلاق بعد التأهل أولمبياً هو التعادل أولمبياً مع منتخب البرازيل الأولمبي تحت قيادة نيمار وفي ملعب الماراكانا الشهير من دون أهداف أولمبياد ريو دي جانيرو ٢٠١٦..!
أما الميناء فيبدو أنه استعاد بوصلة الانتصارات وعرف طعمها ليحقق الفوز على حساب المثقل بالجراح والهزائم فريق الطلبة المصنّف من بين الفرق الجماهيرية العراقية والأخير واصل نتائجه الهزيلة رغم تولي المدرب حسن احمد قيادته، لكن الأنيق تلقى ثالث خسارة مع مدربه الجديد ويبدو أن هذا الفريق يحتاج لمعجزة تخرجه من الحالة الصعبة التي يعيشها عقب ثمان مباريات بلا انتصار.. فيما رأينا عرضاً طيباً قدمه “السفانة” توجوه بهدف واحدٍ كان كفيلاً برفعهم ثلاث مراتب دفعة واحدة وعدّ التحاق مدربهم عادل ناصر خللاً الروماني “تيتا” بالفأل الحسن للأزرق البصري الذي لم يكتف لاعبيه بالفوز فقط، بل اطروه بعرضٍ شيّق استحق الإشادة..
مع فتح باب الانتقالات الشتوية تحركت معظم الأندية العراقية لتعزيز صفوفها بلاعبين جدد أو ممن لم ينالوا الفرص الكاملة مع فرقهم التي سبق ومثّلوها.. وكل نادٍ يطمح بأسماء معيّنة، لكن أبرز المطلوبين هو لاعب النفط محمد داؤود الذي تتسابق الأندية لنيل ودّه، لكن تمسّك إدارة ناديه به وطلبها لمبلغ كبير مع ثلاثة لاعبين كي تفرّط به هذا إن رغبت عن جد، جعلت الأندية تفكّر ملياً قبل الأقدام على هكذا خطوة.. خصوصاً وأن النفط يمكن له وبأي فرصة الانتقال إلى المربع الذهبي في حال امتلك للبدائل التي تعينه ساعة الحاجة لهم..
أما الشرطة فعلمنا أنه استطاع خطف الدولي “علي حصني” الذي استغنت عنه إدارة البيت الأزرق (القوة الجوية) حسب تصريحات مسرّبة على أنه مصاب (إصابة مزمنة) لكن تعاقد الشرطة معه أبطل كل الأقاويل، لأن حجز مقعد في صفوف القيثارة ليس بالأمر الهيّن على أي لاعب.. لأن كتيبة الشرطة مدججة بالنجوم وكذلك مدربهم (اليتش) يعرف من يفيده ومن لا يفيد بحكم معرفته الدقيقة بكل خبايا الدوري العراقي..!
وكانت الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة العراقي قد فتحت باب الانتقالات والتعاقدات الجديدة للأندية العراقية المشاركة بمسابقات الاتحاد للفترة من الأول من شباط وحتى الثامن والعشرين منه.. داعية الأندية لإرسال كشوفات لاعبيها الجدد قبل انتهاء المدة المحددة..
هذا وحافظ الشاهين ذي العين الثاقبة والقدم اللاهبة و الرأسيات المناسبة أيمن حسين على صدارة الهدافين برصيد ١٣دهدفاً بعد الهاتريك الذي سجله بمرمى النفط ويلاحقه مهند عبد الرحيم بـ٩ أهداف ومحمد ابراهيم من الكهرباء وحسين يونس من الميناء ٧ أهداف.. ليؤكد أيمن أنه استعاد حسّه التهديفي الذي غاب عنه لفترات في الموسم الماضي.. وأخذ يقتنص الأهداف التي وضعته بالصدارة رغم غيابه عن بعض مباريات الصقور..
بقي فريق الديوانية صاحب المركز ١٢ الأكثر تعادلاً بين عموم فرق الدوري العراقي بعشرة تعادلات ويأتي بعده فريق نادي زاخو صاحب المركز السادس بتسع حالات تعادل ثم نفط ميسان ثامن الترتيب بثمانية تعادلات متشاركاً مع الحدود والصناعات الكهربائية وهما بالمركزي الثامن عشر والعشرين.. أما الأكثر خسارة بين الفرق فهم الكرخ والطلبة والقاسم بثمان هزائم لكل فريق..
الأكثر فوزاً هو القوة الجوية ٩ انتصارات إضافة لكونه صاحب أقوى خط هجوم ٢٥ هدفاً وأفضل خط دفاع مع الزوراء ٨ أهداف دخلت مرمى كل فريق..
أضعف خط دفاع بقي للسماوة (٢٣) هدفاً ومعظم الأهداف سجلت على الفريق قبل التحاق المدرب شاكر محمود متولياً قيادته ومعه تحسّنت النتائج بشكلٍ لافت..
حتى انتهاء هذا الدور أصبح هناك ١١ نادياً أبدل مدربه وهم الديوانية ٤ مدربين والزوراء والطلبة والنجف ونفط الوسط ونفط البصرة والسماوة والميناء والشرطة والصناعات الكهربائية والقاسم فيما حافظت أندية الجوية والنفط وزاخو والحدود وبغداد (الأمانة) ونفط ميسان وأربيل والكهرباء على مدربيها والكرخ هو الآخر بقى متمسكاً بوضع اسم مدربه الراحل كريم سلمان في استمارة اللعب رغم استعانته بمستشار هو القدير ثائر أحمد..
عدسة:
يحيى محمد: ملعب النجف الدولي.. غزوان المينائي: ملعب الفيحاء.. عادل سندي: ملعب زاخو.. منتظر الجابري: ملعب التاجي.. محمد الساعدي: ملعب الفيحاء.. أسامة الجابري: ملعب التاجي.. غيث جاسم: ملعب السماوة..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى