مقالات

عامريات ليست رياضية.. الله ليس عربياً ونحن لسنا الأفضل! صراع الكراسي بلباس الدين!! بأفكارنا.. هل حقّاً نحن نستحق الحياة؟ إلى متى نبقى مغشوشين؟

 كتب/ طلال العامري

ما أن توفي الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حتى بدأ التناحر على السلطة من بعده بين القبائل والعشائر حتى أبادوا عشيرة النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الهاشمية عن بكرة أبيها بحجة الدفاع عن دين محمد!.. عن أي إسلام يتكلمون؟ وما زال الصراع إلى يومنا هذا على السلطة والتسلط على رقاب الناس وأخذ شكلاً إجرامياً وتراجيدياً مأساوياً وبدأت التجارة برقاب المغرّر بهم من أجل الحروب والإبادة بإسم محمد والإسلام وإقناع الـ(مهابيل) وضعاف العقول وهم الأكثرية العربية والإسلامية بمقاتلة طوائف وملل وأمم أخرى بحجة الكفر أو الرفض.. لقد غسلوا دماغ الناس بتفاسير لآيات قرآنية على ذوقهم ودمجها بأحاديث نبوية ما أنزل بها من سلطان ليقنعوا أكثرية من مجتمعٍ فقيرٍ ومتخلفٍ بشن الحروب بحجة الدفاع المقدس عن الدين وعن المذهب والطائفة.. لقد غسلوا عقول الناس بجنة موعودة وحور عين وولدان مخلدون وما تشتهي الأنفس، من أجل إيجاد الوقود والحطب اللازم لإشعال الفتن العرقية والمذهبية وكل طائفة تقوم بالأسلوب الذي يناسب ضعف وعفن عقول جمهورها على حد سواء، والأمر المعيب والمخزي بأن الجنة تنتظرهم وكأن الله بحاجة إليهم لنشر دينه وتطبيقه وقد قال لهم بأن تُدخِلوا الناس بالقوة إلى الجنة بعد سوقهم بالسياط والجلادين إلى قيام الصلاة ومواعيدها، وإن الله سبحانه ينتظر صلاتهم وسجودهم وركوعهم وأنه يتفرّج عليهم ومن ثم يجازيهم.. إنهم يضحكون على عقول البشر.. فلم يأت أحد ليخبرهم بجنةٍ رآها ولا بنار كَوَتْ الضالين منهم ولم نجد العذاب والنار والقتل والتدمير إلاّ في الدنيا وهذه الأمة الشيطانية المتخلفة والتناحر والإنتحار الذاتي.. فعلماء الدين والمشايخ والدعاة أصبحوا أبواقا للشياطين وسراجاً منيراً للقتلة والمجرمين ومنيرين طريق الجنة أمام المغرر بهم والمنتظِرون بالدور صفاً صفاً كأنهم بنيان مرصوص للقتال والحروب العبثية ومن أجل الدخول إلى تلك الجنة!.. من طلب من هؤلاء بأن يدخلوا الناس إلى الجنة وبالقوة؟!.. هل الله بحاجة إليهم؟ هل الجنة حكراً فقط على أمة العرب وكلنا نعلم أن عرب الصحراء كانوا أقذر من الـ(جرب)؟.. طيب وماذا عن بقية سكان الأرض ونقصد الديانات الأخرى ومن يعيشون في غابات الأمازون أوغابات إفريقيا؟!.. والهندوس والبوذيون وبقية الأديان السماوية والـ(شركية) كما يقولون.. كل هؤلاء وغيرهم بين من رحل أو هو يعيش في كوكب الأرض اليوم.. كيف سيدخلون الجنة؟ وعلى أي دين سيحاسبهم الله؟!.. وهل لأننا قلنا فقط لا إله إلا الله محمد رسول الله أصبحنا أفضل منهم؟!.. من يعبد الله لا يحتاج إلى شيخ أو غيره ليدله إلى الله.. قرأنا كثيراً وعرفنا أن الله واحد لا شريك له وهذا متفق عليه في كل الديانات ومن دون تسميات، فلماذا نحن العرب نكون الأفضل أو حتى كمسلمين؟!.. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).. هذه الآية لا تعني أننا الأفضل ومن يفسرها بحق سيعلم أن ما كان يحدث في أمّة العرب، كان شيئاً فضيعاً، لذا خاطبهم الله بلغتهم هم علّهم يفهمون ويدركون أن شرورهم باتت لا تحتمل وآن لهم أن يعرفوا أن الله هو الحق وهو من أرسل ليهديهم كما غيرهم، لا أن يكونوا أحسن من غيرهم وإلا لما ختمها الباري بتعقلون أي تفهمون!!.. والآن أورد كلاماً ليس لي وهو من التفاسير والشروح ومفاده.. لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة فيما نعلم.. بيان اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة، والوارد في ذلك حديث لا (يصح) عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وبعض الآثار… فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن إبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي).. وهذا الحديث حكم عليه إبن الجوزي بالوضع، وقال الذهبي: أظن الحديث موضوعاً، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم160): إنه موضوع.. وقال الثعلبي: لا أصل له، وقال إبن حبان: يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات، فبطل الاحتجاج به، والله أعلم.. انتهى من (إقتضاء الصراط المستقيم) (1/158).. طيب إذا كان القرآن لم يأت فيه شيء والحديث الوحيد مشكك به.. كيف ندعي أشياء ليست موجودة ونقول نحن الأفضل؟!.. وحتى تكتمل الصورة ويكون الرد حاسماً على الأدعياء أو من سيشككون بكلامنا ونقول لهم.. هذا كلام الله إن كان عندكم شيء أفضل منه فأخرجوه وسنسكت ونتبعكم وإن كان الجواب لا فالسكوت أفضل من إشعال الفتن والكراهية.. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).. الحجرات/13.. عليه فإن الله ليس (قومياً) بل الله للبشرية جمعاء.. دمتم وإن شاء الله لنا عودة..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى