أخبار الرياضة

اللجنة العليا للمشاريع والإرث: وسائل نقل صديقة للبيئة في خدمة المشجعين خلال مونديال قطر ٢٠٢٢

 

الدوحة: خاص/ طلال العامري

جددت اللجنة العليا للمشاريع والإرث التزامها بتوفير العديد من خيارات النقل الصديقة للبيئة لخدمة المشجعين خلال كأس العالم FIFA قطر 2022، للحد من الأثر الكربوني للبطولة، وبناء إرث مستدام للأجيال المقبلة.

وبمناسبة احتفال العالم بيوم الأرض؛ استعرض المهندس ثاني الزراع، مدير إدارة النقل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عدداً من المبادرات التي ستسهم في تنظيم مونديال دون انبعاثات كربونية في قطر العام المقبل، مشيراً إلى أن توفير حلول نقل تعمل بالطاقة النظيفة، مثل مترو الدوحة، وشبكة الترام، والحافلات الموفرة للطاقة، سيؤدي إلى تقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليات البطولة.

وقال الزراع إن تقارب المسافات في مونديال قطر يضمن للمشجعين واللاعبين والإداريين وغيرهم عدم الحاجة إلى رحلات طيران داخل قطر، ما يقلل من الأثر البيئي للبطولة مقارنة بالنسخ السابقة من كأس العالم.

وأضاف: “تتواصل الجهود الرامية إلى لبناء إرث مستدام للأجيال القادمة في دولة قطر عبر بناء شبكة متكاملة من وسائل النقل الصديقة للبيئة، والتي تشمل مسارات متصلة لاستخدام الدراجات الهوائية، والدراجات اللوحية الإلكترونية “سكوتر”، والحافلات، ليستفيد منها أفراد المجتمع بعد إسدال الستار على منافسات المونديال.”

وأكد الزراع على أن توفير حلول نقل آمنة وفعالة ونظيفة لضيوف قطر خلال المونديال أمر في غاية الأهمية بالنسبة لفرق العمل التي تواصل تعاونها مع شركاء اللجنة العليا في قطر لتحقيق هذا الهدف، وضمان استمتاع الجميع بكافة وسائل النقل المتاحة.

ومن بين أهم الشركاء في هذه الجهود هيئة الأشغال العامة (أشغال)، التي تتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع النقل والبنية التحتية في الدولة، مع الاستفادة من أحدث التقنيات المتطورة والامتثال لمعايير الاستدامة المعتمدة عالمياً، في سبيل تقديم حول النقل والبنية التحتية اللازمة للدولة المستضيفة للنسخة المقبلة من كأس العالم في 2022.

من جانب آخر؛ يواصل مطار حمد الدولي، الذي سيستقبل أكثر من مليون مشجّع خلال مونديال 2022، الحفاظ على المستوى الثالث من برنامج اعتماد الانبعاثات الكربونية للمطارات، وهو البرنامج الدولي الوحيد المعتمد مؤسسياً في إدارة الكربون بالمطارات على مستوى العالم.

وانضم المطار، الذي يعتبر من أكثر المطارات استدامة في المنطقة، إلى حملة “ترشيد” المحلية عبر رفع مستوى تشغيل أنظمة تكييف الهواء بالمطار بمقدار درجة مئوية واحدة خلال فصل الشتاء، وهي مبادرة أدت خفض انبعاثات الكربون بنحو 1000 طن، وذلك ضمن جهود الحملة التي تشجّع على كفاءة استخدام المياه والكهرباء في قطر، وتديرها المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء).

ويتوقع لوسائل النقل العام الجماعي في قطر القيام بدور فاعل في تنقل المشجعين خلال المونديال، إذ تضمن شبكة مترو الدوحة والترام والحافلات مساعدة زوار البطولة على التنقل بسلاسة بين الفنادق والاستادات والمعالم السياحية في الدولة.

وستمثل خطوط المترو العمود الفقري لأنظمة التنقل في قطر عام 2022، حيث تربط المطار مباشرة بخمسة من استادات المونديال، مع إمكانية الوصول إلى الاستادات الأخرى عبر التنقل بين خدمات المترو والحافلات. وتتميز شبكة المترو بفعاليتها وتشغيلها بالكهرباء واستخدام أنظمة مكابح تساعد على تقليل البصمة الكربونية. علاوة على أن محطات المترو مصممة ويجري تشغيلها وفق معايير المباني الخضراء، مما يضمن اعتمادها ضمن المباني الخضراء والمستدامة.

وتُسهم شبكة الترام في دعم خدمات المترو بالقرب من اثنين من أبرز مواقع البطولة هما استاد لوسيل، الذي سيشهد عشر مباريات في المونديال منها المباراة النهائية، واستاد المدينة التعليمية الذي يستضيف مباريات البطولة حتى الدور ربع النهائي. وتدعم أنظمة النقل السريع أهداف الاستدامة في قطر، كما تضمن سهولة وصول المشجعين لاستادي لوسيل والمدينة التعليمية في ظل نظام نقل مترابط يقلل من استخدام المركبات ويحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها.

من جانب آخر، سيعزز أسطول من الحافلات الجديدة البنية التحتية لمنظومة النقل العام في قطر، إذ تعمل حوالي 20% من الحافلات بالكهرباء، فيما يعمل الباقي منها بالديزل وفق المعايير الأوروبية للانبعاثات، ما يقلل إلى حد كبير من آثار التلوث الناجم عن العوادم.

وتعتزم قطر تقديم منظومة مبتكرة وصديقة للبيئة من حافلات النقل السريع التي تعمل بالكهرباء، ويهدف تصميم هذه الحافلات إلى زيادة طاقتها الاستيعابية مقارنة بالحافلات التقليدية، ولعل أهم ما يميزها أنها تعمل دون خطوط سكك حديدية، وهي بمثابة فئة حديثة من أنظمة النقل العام التي تجمع في ميزاتها بين الترام والحافلات التقليدية.

وستصبح محطة حافلات لوسيل من أكبر محطات الحافلات في العالم، حيث سيجري توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لشحن الحافلات باستخدام تقنية الألواح الشمسية، ولن تنتج أية انبعاثات من الحافلات التي تعمل بالكهرباء المتولدة عن الطاقة الشمسية. وعقب انتهاء البطولة، سيحل هذا الأسطول محل الحافلات القديمة، مما يضمن ترك إرث من الحافلات المطورة والصديقة للبيئة.

وتواصل قطر خططها الرامية إلى تشجيع الأفراد على استخدام السيارات الكهربائية، وفي هذا السياق، تخطط كهرماء لإنشاء من 200 إلى 500 مركز لشحن السيارات الكهربائية بحلول العام 2022، على تتوزع هذه النقاط في مواقع استراتيجية بالدولة، بما في ذلك مراكز التسوق والمناطق السكنية والاستادات والحدائق العامة والدوائر الحكومية وغيرها.

وينتشر في قطر أسطول ضخم من الدراجات اللوحية الإلكترونية “سكوتر” والدراجات الهوائية، وهي متاحة للاستئجار في عدة أماكن مخصصة للمشي، بما في ذلك كورنيش الدوحة. وستُتيح هذه المبادرة الفرصة أمام الجماهير والزوار للتجول في أنحاء الدولة والاستمتاع بالطقس المعتدل خلال فترة البطولة.

ومنذ فوز قطر بحق استضافة مونديال 2022؛ أخذت الدولة على عاتقها مهمة تنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع المستدامة التي ستحد من الآثار البيئية أثناء البطولة، ما سينجم عنها إرث قيم ستعود آثاره بالنفع على قطر والمنطقة.

وتقام منافسات بطولة قطر 2022 في استادات متقاربة للمرة الأولى في التاريخ الحديث لكأس العالم، حيث ستشهد البطولة 64 مباراة على مدى 28 يوماً ضمن نطاق جغرافي محدود، إذ تبلغ أبعد مسافة بين اثنين من استادات البطولة 75 كم، ما يضمن توفير وقت وجهد المشجعين واللاعبين وأجهزة المنتخبات المشاركة.

وفي هذا السياق قالت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: “إن تقارب المسافات بين استادات البطولة وحلول النقل الصديقة للبيئة لهما دور بالغ في الوفاء بوعدنا في استضافة بطولة محايدة للكربون في 2022. وستُسهم حلول النقل الصديقة للبيئة في دعم جهودنا لتحقيق هذا الهدف، وترك إرث مستدام سيعود أثره على الأجيال القادمة.”

يشار إلى أن استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، التي أصدرتها قطر العام الماضي بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، تلتزم على الصعيد البيئي بتحديد وتنفيذ مبادرات ترمي إلى تنظيم أول نسخة محايدة الكربون من بطولة كأس العالم، بما في ذلك الحصول على اعتماد للبناء المستدام في التصميم وإدارة أعمال الإنشاء والتشغيل، إضافة إلى الحد من المخلفات بهدف الوصول إلى مستوى الصفر من النفايات، ودعم صناعة إعادة التدوير.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى