مقالات

-هيئة الترفيه والنقلة النوعية لمواكبة العصر-

‏ د نافل بن غازي النفيعي

‏تعني كلمة الترفيه في اللغة العربية التنفيس والبهجة والتسلية وهي مصدر رَفَهَ ويُقال جاء للترفيه عنه أي لإطراب خاطره وتسليته والتنفيس عنه، والرفاهية هي لين العيش ورغد الخصب، ويُقال رَفه عن نفسك أي خفف ونفس عنها وأزل عنها الضيق والهم والتعب. فلم يعد الترفيه في المجتمع السعودي من الأمور الثانوية، و”مضيعة الوقت”، كما كان يوصف في بعض الأحيان، بل أصبح أحد المكونات الأساسية للمجتمع.
‏ووفق ما طرحته رؤية 2030م يُعتبر “الترفيه” خطوة اقتصادية واجتماعية مهمة لتنويع الموارد لما بعد “عصر النفط”، وبحسب الأرقام الرسمية المعلنة يمثل الشباب في حدود 60% من المجتمع السعودي، ويصرف السعوديون على السياحة الخارجية “أثناء الإجازات” 21 مليار دولار، ويقدّر مركز “ماس” التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حجم الإنفاق على الرحلات السياحية من السعودية بنحو 96.2 مليار ريال سنوياً.
‏وأمام هذا الإنفاق “السياحي” المالي الهائل الذي يذهب للخارج، ويحرم الاقتصادي الوطني من إيجابياته، وأمام هذا المطلب الكبير لكثير من فئات المجتمع، أُنشئت الهيئة العامة للترفيه بقرار ملكي، واستهدفت “رؤية 2030م” مضاعفة إنفاق الأسر السعودية على الثقافة، والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، ودعت لتطوير المواقع السياحية بحسب أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، وتهيئة المواقع التاريخية والتراثية، وتطويرها، وعقد اتفاقات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون، إلى جانب دعم الموهوبين، وتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية.
‏وبالتالي فإن توجّه الدولة “الواضح” نحو هذا القطاع، واستهدافه عبر إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع كل الأذواق والفئات، يعد محوراً مهماً من أجل اقتصاد مزدهر، ومجتمع يجد وسائل ترفيه مناسبة.
‏وعزز ذلك “التوجه” ما جاء في الحديث التلفزيوني لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، عندما قال: “إن قطاع الثقافة والترفيه سيكون رافدًا مهمًا جدًا في تغيير مستوى معيشة السعودي خلال فترة قصيرة”. وأكده رئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب، قائلاً: “من باب أولى تقديم برامج وفق التطلعات لتكون السياحة والترفيه داخل المملكة الغنية بحضاراتها وثقافتها”؛ وبالتالي فإن الترفيه في المجتمع السعودي يعدّ حاليًا مطلبًا اجتماعيًا واقتصاديًا مهمًا، فالأرقام –غير الرسمية- تؤكد أن أكثر من 10 ملايين سعودي لا يجدون متنفسًا يُمضون فيه أوقاتهم خارج العمل في المدن السعودية، وكثير من الشباب لا يجد سوى المقاهي على أطراف المدن أو مباريات كرة القدم ليرفّهوا عن أنفسهم، والعديد من الأسر لا تجد سوى الأسواق والحدائق العامة مجالاً متاحاً للترفيه والترويح عن النفس.
‏فنحن الان في عصر مابعد الحداثة وهو عصر يُثمن دور الفرد، ولذا جعلت حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود الإنسان السعودي محور إهتمامها . حيث قامت حكومتنا مشكورة بابتعاثه للخارج لدول متقدمه، لكي ينهل العلم من تلك الديار، ويعود بالنفع لوطنه وبني جلدته. ولقد قامت هيئة الترفيه وعلى رأسها معالي الوزير: تركي ال شيخ بجهود جباره يُشكرون عليها، حيث أبرزوا الوجه المُضئ للسعوديه. وأبدعوا في تعريف العالم اجمع عن ثقافتنا المعاصرة، والتي جعلت من وطننا الغالي محط انضار الجميع.
‏فتعتبر الهيئة العامة للترفيه من أنجح خطط ومشاريع رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع، واستطاعت إحداث تغيير إيجابي سريع في مجتمع المملكة العربية السعودية، وساهمت وستساهم في إعادة المليارات من الأموال المهاجرة كل إجازة في كل عام، والحقيقة لو كلف أحد مراكز البحث العلمي في الجامعات السعودية لدراسة مدى رضا المجتمع وسعادته بإحدى خطط رؤية المملكة (2030) لحصلت مشاريع الترفيه التي تقوم بها الهيئة العامة للترفيه بأعلى نسب تأييد من المجتمع، ولو كان الأطفال يستطيعون أن يعبروا عن رأيهم مكتوبا لملأوا استمارات الاستقصاء بمشاعرهم الإيجابية.. عبدالله صادق دحلان.
‏ولقد أحدثت مشاريع وبرامج الترفيه في إجازة نصف العام الدراسي خلال الأسبوعين الماضيين نقلة نوعية واقتصادية لحجم ونوع وسائل الترفيه المقدمة للمجتمع السعودي بمختلف أعماره ومستوياته ومناطقه، وفي المدن الكبرى ساهمت مشاريع البنية التحتية الجديدة بدور كبير مساند وداعم لمشاريع الترفيه، ويعتبر كورنيش جدة من الإنجازات الكبيرة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لمدينة جدة، أبدع في فكرته ومتابعة إنجازه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وبإشراف من محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد وتنفيذ من أمانة جدة.
‏فحق لنا ان نفخر بمثل تلك الوزارة المبدعة والمُميزة ألا وهي هيئة الترفيه بقيادة الوزير الشاب الطموح، معالي الاستاذ: تركي آل شيخ، والتي قامت بجهود جباره.. استطاعت من خلالها تعريف العالم اجمع من هي المملكة العربية السعودية، فتحياتي لهم.
‏-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى