مقالات

لبيك ياحسين :

 قاسم حسن الموسوي –

 

كثيرا ما نسمع هذه الصرخة وخصوصا في ايام عاشوراء وذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه في واقعة الطف وفي مجزرة يندى لها جبين الانسانية .

وهذه الصرخة من باب التلبية لنداء الامام المدوي حين استصرخ الضمائر والانسانية بعد ان استشهد كل رجاله ولم يبق الا النساء في المخيمات .

وهو ليس نداء ضعف او هوان بل هي صرخة خالدة ظلت على مدى الازمان تفضح الطواغيت والظالمين الذين يسترخصون الدماء والارواح البشرية من اجل الكرسي والسلطة والجاه ولتكون درسا وعبرة لكل الحاكمين والشعوب كذلك حيث ان الوقوف ضد الظلم والتجبر والانحراف عن القيم الانسانية السمحاء واجب عليها مهما غلت التضحيات لانه ليس هناك طريقا للخلاص الا وقد عمد بالدم .

والحسين رسالة ومباديء وقيم وأهداف ولم يكن يريد سلطة ولا جاه ولا مال بل سلك طريق الاصلاح والتضحية والتلبية لحالة استصراخ الامة التي تنوء تحت ضربات سوط السلطة الغاشمة حينذاك .

واقعة الطف حدثت سنة 60 هجرية اي منذ اكثر من 1400 سنة وبذلك تكون المعركة قد انتهت منذ زمن طويل وحين نصرخ بعبارة لبيك يا حسين هي صرخة معنوية وليست مادية لان وقت النجدة والنصرة قد أزف ليكون معناها بأننا نسير على طريقك ونهجك وثباتك بوجه الظلم والباطل ونصرة الحق وتعبير عن حزننا وألمنا واسفنا من ان القدر لم يمنحنا الفرصة بان نكون من انصارك واعوانك في ذلك اليوم الرهيب وان نقف الوقفة النبيلة والكبيرة في ذلك اليوم واننا نعاهدك بان نسير على طريق العدالة والقيم العالية في نصرة المظلوم وقول الحق ولو يكلفنا ما يكلفنا وسنقتفي خطواتك التي سرتها على درب التضحية والفداء والايثار .

والسؤال هل نحن كذلك وهل ان كل من صاح لبيك ياحسين يقصدها قلبا وقالبا وسلوكا وعلينا ان نكون صريحين وصادقين مع الله اولا ومع انفسنا ثانيا قبل ان نجعلها وسيلة غش وخداع لاهداف دنيوية رخيصة .

والشيء الملاحظ عموما انها صرخة غير صادقة الا عند القلة الذين يقرنون القول بالفعل والاكثرية التي تنطقها وكأنها حروف تتراقص على اللسان لاضفاء صفات بعينها على انفسهم منها انهم حسينيون ومن الناس الورعين والتقاة لكن السلوك ينفي ويلغي ذلك مع شديد الاسف .

والتلبية اساسا هي ليس للحسين شخصيا بل هي لله اولا والقيم السماوية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والقيم الانسانية السامية التي نادى بها المصلحون والنبلاء من اجل خلق حياة سعيدة ورغيدة تليق بالجنس البشري ليس فيها عسف او ظلم او قتل او سلب اونهب ويكون فيها الناس متساوون وبما يبذلونه من جهد وعطاء .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى