مقالات

غيدان ودع الميدان

 

فارس الحسناوي

في كل يوم يرحل عنا الكثير من الاحبة تاركين الدنيا لمئواهم الأخير ؛ فمنهم من يبقى له أثر أو ذكرى أو موقف، يستشهد به الناس لفترة من الزمن وينسى تدريجيا ، وقليلٌ من الناس من يرحل ويُخلف إرثًا فكريًا اوحضاريًا او بطوليا ينطق محبيهم باسمهم والمتأثرين بافعالهم،  وتقود افعالهم الشعوب من بعدهم على ذات الدرب الذي  ساروا عليه ”

الشهداء من المفكرين” أو “الأدباء او المدافعين عن اوطانهم بشتى الطرق الراحلون بشهادة في سبيل الله والوطن”، أناس يرحلون وقد تركوا لنا إرثًا عظيمًا، فكانوا في  .”حياتهم قادة وقدوة لمن بقي بعدهم

.. هم أناس حملوا هذه الأمم وبنوا لها إرثًا منيرا نهتدي به  من بعدهم حتى لا نضل الطريق.

كل دول العالم تفتخر بمبدعيها ومفكريها وقادتها في حياتهم ومماتهم ويتوحدون بعطاءهم، ويؤسفني ان أقول الا في بلدي مهما تعطي من فكر او ارث حضاري وتضحيات فلا تجازى عليه سواء في حياتك او بعد مماتك ولربما يستذكرونك اكثر ويصنعون لك تمثالا او يسمون احد الشوارع باسمك او تقام بطولة رياضية لك بعد موتك هذا بغض النظر عن الاتهامات التي يتداولونها في ذمك.

فاليوم نفتقد احد قادة النصر والتحرير بعملية ارهابية جبانة الا وهو الشهيد العميد الركن علي غيدان آمر اللواء التاسع والخمسون في الجيش العراقي والذي صال وجال في ميادين الدفاع عن ارض العراق ومقدساته، فهم يعلمون ان الشهادة طريقهم ومناهم منذ دخولهم السلك العسكري فلا غرابة في استشهاد الابطال في سوح الحرب، ولكن لم و لن نشاهد او نسمع الا فئة قليلة رثت وعزت باستشهادة ولن نسمع نعيق القنوات المأجوره التي لاذت بالصمت لعزاء محبيه واهله الا بعضا” منها في خبر عابر ؟؟ ايعقل انه كان يدافع لفئة دون اخرى في ساحة الحرب؟؟ ام انه تابع لاحد الفصائل المسلحة الخارجة عن اطار الدولة ؟؟ اهكذا تجازي ابطالك ياوطني…

 

لله درك ياعراق الشهداء

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى