منوعات

المسيرة الخالدة /الحلقة التاسعة الحسين ع لأصحابه : من أحب منكم الانصراف فلينصرف

 الباحث/طه الديباج الحسيني
نزل الحسين ومن معه في منطقة الثعلبية مساءاً فجاءه الاسديان عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل وبعد السلام اخبراه بوجود خبر عندهم وسألوه ان شاء أخبراه بذلك علانية وان شاء سراً فنظر الى اصحابه وقال (مادون هؤلاء سر) فَذكرّاه بالرجل الذي اراد ان يسأله الحسين عن اخبار الكوفة وهو لم يصل للثعلبية بعد ؟ فقال نعم فقالا له هو منا من بني اسد وألتقيناه وسألناه وهو ذو رأي وصدق وفضل وعقل وانه حدثنا انه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وراى جثتيهما يجران في السوق٠٠٠٠٠٠٠٠٠ فقال الحسين ع ( انا لله وانا اليه راجعون رحمة الله عليهما ) فردد ذلك مراراً٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ قال الاسديان للحسين ننشدك الله في نفسك واهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس بالكوفة ناصرا ولا شيعة بل نتخوف عليك فوثب عند ذلك بنو عقيل وقالوا ( والله لا نبرح حتى ندرك ثارنا او نذوق ماذاق اخونا )٠٠٠٠٠٠قالا فنظر الينا الحسين ع فقال( لا خير في العيش بعد هؤلاء ) فعلمنا ان الحسين قد عزم على المسير وقلنا له خار الله لك فقال رحمكم الله٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ لم يظهر لي دور لهؤلاء الرجلين مع الحسين حتى مقتله واظن انهما فارقاه من هذا المنزل٠٠٠٠٠ في وقت السحر قال الحسين لفتيانه ولغلمانه اكثروا من الماء وساروا حتى انتهوا الى المنزل الاخر (زُباله) وهو على اسم امراءه من العمالقة وفيها سوق عظيم وحصن وجامع لبني اسد وهي محطة استراحة وفيها ثلاث مواقف حصلت للحسين ع 1- ذكر الدينوري في اخباره الطوال ص 366 وصول رسول محمد بن الاشعث الكندي والذي ارسل الى الحسين حاملا معه كتاب بما طلب مسلم بن عقيل ع من أبن الاشعث ان يوصله الى الحسين وعندما قرأه الحسين استيقن بصحة الخبر وقد افضعه قتل مسلم ويضيف الطبري ج 5 ص 375 ان رسول محمد بن الاشعث هو اياس بن العثل الطائي وكان شاعرا
2- اخرج الحسين ع كتابا ( لعله الكتاب الذي وصله من رسول أبن الاشعث ) ونادى ( بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فقد اتانا خبر فضيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبدالله بن يقطر وقد خذلتنا شيعتنا فمن احب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام )
3- تفرق الناس عن الحسين يمينا وشمالاً حتى بقي في اصحابه الذين جاءوا معه ويعبر البلاذري عن ذلك ويقول (تفرق عنه الناس الذين صحبوه ايدي سبأ )٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠وعلى مايبدوا ان منطقة زُبالة كانت الحد الفاصل بين المؤمن بقضية الحسين وبين طالب الدنيا بعد هذه المواقف وفي وقت السحر ذلك امر الحسين فتيانه وغلمانه للاكثار من الماء وساروا حتى وصلوا الى المنزل الاخر ( بطن العقبة) وهو اول منازل العراق حيث الحدود الحالية وساعدنا الله بالوقوف على تلاله والنزول في وديانه والسير في احواضه وبركه والوقوف على حافات اباره وجميعها تتكلم وتقول نحن الاطلال والاثار لأمم قد مضت

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى