اخبار محلية

الحذاء الذي كان شاهدا لمعاناة عقودٍ من الزمن

 

منال النصراوي

حذائي : كان عنوانا لعمل مسرحي ، وواحد من فقرات منهاج افتتاح الورشة المسرحية التي اقامتها المديرية العامة للتربية الرياضية والنشاط المدرسي في وزارة التربية في كربلاء مؤخرا ، بدى العنوان للوهلة الأولى مثيرا للأستغراب فماان قمت بكتابة فقرات الحفل حتى قلت في نفسي ماذا يمكن ان يكون فحوى هذا الحذاء ، وكل ماكنت اعرفه عن العمل انه موندراميٌ والموندراما لمن لايعرف معناه ، نوع من انواع الفن المسرحي الذي يجسده شخص واحد ويسرد احداثه بحوار يؤديه مع مؤثرات مرئية ( إضائة ) وسمعية ( موسيقى ) ، وتتناغم هذه المؤثرات مع انتقالات النص، وبعد ان قُدمت جميع الفقرات المُعدة للحفل وصلنا الى تقديم (حذائي ) وأُطفئت الأنوار وفُتحت ستارة المسرح مع اصوات الأنفجارات والقنابل والرعد ، مع ديكور بسيط لايوحي بشيئ حتى الآن ، والممثل يتحرك حركات عشوائية ، كنت الاحظ الهدوء الممزوح بالفضول مطبق على الجميع، لمعرفة قصة هذا الحذاء ،واتذكر قول احد الزملاء الذي كان يجاورني الجلوس بإختيار الممثل لنوع الحذاء ( البسطال ) بلهجتنا العامية وهو حذاء الجنود في سلك الجيش والقوات العسكرية، انه خاطئ لانه دلالة على القوة وهو مايناقض شكل الشخصية التي بدت كالمتشرد البائس، ومع اسهاب الممثل بالحوار بدأ النص ينفرج ودلالات الكلام تتضح حتى فهمت ان هذا الحذاء كان رفيقا لمعاناة شعب مر بأنواع الحرةب والتقلبات وكان هذا كل مااستطعت ان افهمه فآنا لست بذات إختصاص بهذا المجال ، لكني ربما اكون متذوقة نوعا ما ، وانتهى العرض الذي استطاعت فيه الشخصية كسب تعاطف الجميع واستمالة مشاعرهم ، فالممثل بارع في توظيف ملامح ومعالم جسده ، وبقي عندي فضول ان اعرف هل يستحق الحذاء ان يكون عنوانا مؤثرا ،وجاءت الصدفة بالممثل جالسا بقربي فسألته
هذا السؤال ؟
فأجابني ان هذا الحذاء كان اداة اخرجت صورا للعرض فمرة اشارت لعفونته التي رافقت جيلا من الزمن كان شاهدا لمعاناة شعب ، ومرة كان سوطا للجلد ومعاقبة مريقي الدماء وتارة اخرى عنوانا للخلود والكثير من المعاني فلاننسى ان هذا الحذاء كان رفيقا للعراقين على مدى خمس عقود من الزمن قاسى فيها ماقاسى وهوذات الحذاء الذي كانت رؤيته بباب الدار يضفي شعور الأمن والسرور للوالد والوالدة والحبيبة بسلامة صاحبه ،
صورٌ عديدة تناولها العمل المسرحي الذي جسده الزميل مٌحسن الأزرق واخذ بمخيلتي اعواما للوراء بتمثيله الواقعي وعفويته المعهودة
وقد ابدع بإخراجه علي العبيدي ، وكان معه في الأنارة والصوت الزملاء مهدي هندو وسلام البازي ، ووجدت من المنصف أن اكتب عنه ماتيسر في خاطري من القليل هذا ….
الصور بعدسة الزميل عباس الفاضل ..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى