منوعات

الجامعة التقنية الوسطى وأهمية التعليم التقني.

 

أ.م.د.أحمد فاضل الداود.

يعد التعليم التقني الجامعي في كل البلدان المتقدمة الركيزة الأساسية لتزويد سوق العمل بالمهارات الجامعية المدربة التي حظيت بدراسة جامعية نظرية وعملية وتدريب فني عالي ومتميز، ومن ثم فأنها تتميز بدرجة عالية من المعرفة العلمية التي تواكب العصر وتطور الزمان من حيث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقنيات الهندسة بكل فروعها المتعددة ، كالقدرة الكهربائية وهندسة تقنيات الحاسوب من شبكات واتصالات وبراميجيات، فضلا عن هندسة تقنيات الأجهزة الطبية والإلكترونية ، والتقنيات الصحية والطبية كتقنيات البصريات والكسور والأطراف الصناعية والتحليلات المرضية وتقنيات صناعة الاسنان ووقايتها وتقنيات الأشعة الملونة والرنين، فضلا عن مختلف التقنيات الإدارية والمالية الحديثة كتقنية المعلومات والأحصاء والمحاسبة والمصارف والمكتبات والإدارة القانونية . ومختلف التقنيات التكنولوجية المتقدمة.
يحظى هذا النوع من التعليم بأهمية متميزة في معظم البلدان المتقدمة والتي تلعب دورا بارزا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمختلف مراحلها ونقل البلاد اذا ما توافرت لها الفرص من بلد متخلف ومتأخر عن ركب التطور العالمي إلى بلد متقدم وقادرا على تجاوز كل مراحل التخلف بسنوات قليلة جدا.
وفي واقع الحال يتعرض التعليم التقني الجامعي في عدد بسيط جدا من الدول إلى نوع من عدم الإهتمام نتيجة إلى قصور في الرؤى والأفكار، وذلك بسبب عدم إدراك مكانة التعليم التقني الجامعي ودوره الفاعل والكبير في تطوير الواقع الاجتماعي والاقتصادي . ومن أفضل الجامعات التقنية في العالم هي جامعة ستانفورد وجامعة هارفرد ومعهد كاليفورينا للتقنية وجامعة اوكسفورد وجامعة كامبريدج و جامعة ماساتشوستس للتقنية في امريكا و المعهد السويسري الفيدرالي للتقنية وكذلك تميزت الصين على سبيل بأفضل عشرة جامعات تقنية كأمثال جامعة بكين وجامعة فودان وجامعة العلوم والتكنولوجيا التقنية في الصين وجامعة شنغهاي جياو تونغ وجامعة ووهان ، فضلا عن الكثير من الجامعات التقنية في البلدان العربية . ومن بين هذه الجامعات التقنية تميزت الجامعة التقنية الوسطى في العراق، لما تحمله من أثر تاريخي علمي طويل أمتد لأكثر من خمسون عاما، فهي وريثة هيئة التعليم التقني ، التي كان لها دورا رائدا في رفد القطاعات الاقتصادية والإنتاجية الحكومية وغير الحكومية بالطاقات الشابة ذات الكفاءات العلمية والفنية فتطورت في العراق على أثرها القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية المختلفة.
ونحن نقف اليوم على أعتاب تاريخ جديد للجامعة التقنية الوسطى بما تحققه من انجازات كبيرة يصعب ذكرها، لما تتميز به من قيادة حكيمة وحريصة على التطوير والتنمية المستمرة وعلى رأسها الأستاذ الدكتور عبد المحسن ناجي المحيسن رئيس الجامعة وفق برامج علمية مدروسة وسياسات عامة محكمة تمكنت من خلالها من تحقيق الجودة في الاداء والجودة في المخرجات الفنية التقنية في مختلف التخصصات، كما وحققت الجامعة من خلالها على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، عبر كلياتها التقنية المتميزة والتي كان من بينها الكلية التقنية الهندسية الكهربائية ، التي أستطاعت من نشر ما يقارب 300 بحثا علميا في المجلات العالمية الرصينة ذات معامل تأثير عالي سكوبس وكلارفيت.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى