منوعات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد السابع والعشرون. ( زفة عرس في ليلة برد ) القسم الأول

 

 حسين أحمد الإمارة


– جَلَستُ بين جدتي وام العريس، وهي جارة لنا.
شنفت آذاني لاستمع ما يدور بينهن، وقد بدا لي أنه يخص الزواج.

استرسلتا بالحديث حول الإحتياجات الواجبة للعروسة، ومبلغ المهر وأمور أخرى.
توقفت عن الحديث، واومأت لي بمغادرة المكان والذهاب خارجا لممارسة اللعب مع اقراني.

أنا.. بيبي ماكو أحد بره، الدنيا باردة.
جدتي ..ميخالف بيبي كوم منا.

بدا لي أن الحديث انحصر بتجهيز ملابس خاصة للعروسة وأمور أخرى لا يصح أن أطلع عليها.

جرت العادة آنذاك أن تتولى أم العريس أختيار الزوجة المناسبة لولدها.

خيارات متعددة لدى الأم…
(أقرباء- جيران- معارف من أماكن شتى ) باعتبارها خبيرة في إختيار الزوجة المناسبة التي تلائم وتتناسب مع مزاجية وأسلوب حياة الأهل. وهذا يتم بالتشاور مع الأب، الذي تهمه قبل كل شيء سمعة العائلة وأصلها..

أما موضوع التعارف بين الخطيب وخطيبته يختصر على المشاهدة وتبادل بعض الكلمات بحضور الأهل،وبعد إتمام الخطبة..

بعد تعيين يوم للذهاب إلى بيت العروس تم إختيار مجموعة من الأقرباء ومن نسوة المحلة الائي يتصفن بالاحترام والتقدير من الجميع.

في الطريق الواصل إلى البيت المنشود، طلبت إحداهن بتغيير المسار الى طريق آخر بسبب وجود مقاهي على ذات الطريق، وهو ما لا يصح، فالمقاهي في هذا الوقت تضج بروادها من أهل الديرة مما يؤدي إلى تعرضهن للانتقاد والاستنكار، لذا طلبت تغيير المسار الى طريق آخر وإن بَعُدْ .

لا يبو طاهر….
سقطت على وجهها متعثرة بحفرة على الطريق منادية زوجها (أبو طاهر ) الذي غادر الدنيا الى رب كريم قبل حين ،لكنها تنخاه عندما تتعرض إلى حادث…
أي ولاء ومحبة واخلاص هذا..

بعد الوصول لدار العروس، استقبلن بحفاوة وترحاب يليق بهن..
فُتِحَ الحديث من قبل اكبرهن سناً،حول هدف الزيارة والرغبة في التقارب بين العائلتين.
طلبت أم العروس مهلة أسبوع للتشاور مع العائلة والسؤال عن العريس.
وصل خبر الموافقة على استضافة الخطابة لأجل التفاهم على مفردات العرس، وهو إعلان الموافقة بالزواج.

عادت النسوة لدار العروس لأجل التفاهم عن المهر وما يتعلق بالزواج، وبعد الاتفاق بين الطرفين على جميع النقاط المطروحة من تحديد مبلغ ( الصداق – المهر – السياك ) ومتطلباتها. تم تعيين يوم لإستقبال مشية الرجال.

إتصل والد العريس باخوته والاقرباء ومجموعة مختارة من وجوه المحلة والجيران يتقدمهم سيد النسب كما هو معتاد.

جلس الجميع في باحة الدار ،
خطاب الترحاب والتهليل عَمَ المكان.
قصة قصيرة من السيد متعلقة احداثها بالموضوع. مع المفاتحة بطلب يد البنت من والدها أمام الجميع، هز رأسه ايذنا بحصول الموافقة بالرضا والقبول.
بعد قراءة سورة الفاتحة، وزعت الحلوى ومشروب الفرح مع كاسات المهر وسط الزغاريد من النسوة ايذاناً بالموافقة على إتمام الخطبة.

انتهى الجزء الأول.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى