منوعات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد الرابع والستون. ( ما كان سائداً )

 

حسين أحمد الإمارة

(الشيشة- اللمپة- اللالة- السراج- النفطية- الفانوس – الچراغ- اللوكس )
جميعها أسماء لأدوات إنارة، تعمل على مادة النفط الأبيض، وقد صممت بأحجام وأشكال وألوان تجذب المستهلك لاقتنائها .

كانت هذه الآلات هي الخيار الوحيد الذي يستخدم لإنارة المكان قبل ظهور الكهرباء.

قبل أن تغرب الشمس، تتهيأ ربة المنزل أو إحدى بناتها بتهيئة مصباح الإنارة بملئ خزانه بالنفط الأبيض، والقيام بمسح الزجاجة (الشيشة ) للحصول على أفضل إنارة منه.
في الغالب تتوفر في البيت بضعة آلات منها.

تجتمع العائلة على المائدة لتناول طعام العشاء وسط أجواء محبة ورضى وقبول مما رزقهم الله جل وعلا .
يستمع بعضهم البعض بما يتعلق بأمور الحياة تبدأ من الأب والأم والجد والجدة ، وهو ما يضيف لهم إحتراما وتقديرا أكبر.
يتجاذبون الحديث اثناء تناول الطعام، ويتناقشون لإيجاد الحلول للمشاكل التي واجهها أحد أفراد العائلة حتى ينتهي منه صغيرهم وكبيرهم .

عندها تتولى النسوة من رفع الصحون من المكان، والجميع في إنتظار وصول الشاي المعد على موقد النار (منقلة الحطب) أو الچولة.

هذا يتكأ على وسادة، وذاك يمد رجليه على جهة من الغرفة طلباً للإستراحة .
وأما طالب العلم فله أن يختار أحد أركان الغرفة لمراجعة واجباته المدرسية على ضوء أللالة ألتي كان لها الأثر الكبير في وصول الكثير من الدارسين لمناصب وظيفية عالية، تنفيذية كانت أم تشريعية، ومنهم من اشتهر بإدارة إحدى مناصب الدولة، وآخرين برعوا في الطب والهندسة والتعليم والادارة.

وأما في الصيف فإن العائلة تجتمع على سطح الدار لتناول الطعام الصيفي المكون في الغالب من( الجبن -الطماطة -الخيار -الرقي -البطيخ ) ويزيدها نكهة خبز البيت و خبز اللحم.

أما في البساتين والأرياف فالغالب إستعمال الفانوس أو اللمپة ( النفطية ).وهي عبارة عن قنينة زجاجية تملا بمادة النفط الأبيض تغرس في داخلها فتيل من القطن يظهر منه مقدار الاشتعال وهو ما يبقيه متقداً ،ويحاط الفتيل عند عنق الزجاجة بالتمر أو الطين للحصول على إنارة كافية وإدامة للعمر .
يستعمل داخل (الكوخ- الطينية- الگبة ) أو في الطارمة (المگعاد ) وهو مكان تجمع العائلة وضيوفهم في أيام الصيف .

هذه الآلة كانت شاهدة على حقبة زمنية امتدت إلى الخمسينات من القرن الماضي قبل أن يدخل الكهرباء بيوت الناس بشكل واسع ،وقد دخلت معها متطلبات المجتمع التكنلوجية وأجهزة الرفاهية ،ولا زال التطور العلمي والتكنولوجي مستمر ولا نعلم ما يخبأ لنا يوم غد .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى