منوعات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد الخامس والستون. (أرض شرفها إبن البتول )

 حسين أحمد الإمارة

 

ملوك ورؤساء .. سلاطين وأمراء.. ولاة وزعماء.. من تعاقب على حكم البلاد ومن دول شتى، من الأولين والآخرين جميعهم تشرفوا بزيارة مقام ابا الأحرار الإمام الحسين عليه السلام. من هارون الرشيد وما تلاه ، مرورا بحكام المغول والجلائريين ودولة الخروف الأسود والأبيض والسلاطين العثمانيين والصفويون وحتى وقتنا الحاضر. منهم من زار مقامه رغبة وارضاء لأتباعه ومريديه، ومنهم من زاره محبة،فأوعز بتشييد واعمار الضريح المقدس وتقديم الهدايا النفيسة . دخل شقيقي للدار مسرعاً مخاطباً والدتي.. صاحب – يمه اليوم راح يجي عبد الكريم لكربله. والدتي -يمه منو هذا عبد الكريم؟ صاحب- هاي شبيج، الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الجمهورية. والدتي- إي خوش ،وانت شتريد منه. صاحب- أريد أروح أشوفه . والدتي- زين لعد أخذ أخوك وياك ودير بالك عليه ليضيع منك. إصطحبني أخي إلى حيث مهبط طائرة الهليكوبتر ألتي أقتله والوفد المرافق له. في طريقنا شاهدنا الكثير من الناس متجهين إلى المكان المخصص لبناء معمل التعليب. وقت قصير حتى لاحت من بعيد الطائرةالتي أقلته. تولت الشرطة إبعاد المتجمعين عن المهبط . فتح باب الطائرة وأطل منها ملوحاً بيده للجماهير الغفيرة التي احتشدت في المكان وهي تهتف بسلامة وصوله وتحيته والترحاب به. على المقربة من المهبط توجه راجلاً لوضع حجر الأساس لمشروع معمل تعليب كربلاء. وسط اهازيج وهوسات الجماهير الكربلائية. بعدها ارتقى السيارة بصحبة متصرف اللواء والسادة المسؤولين متوجهاً إلى مرقد الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبا الفضل العباس.ع. لغرض الزيارة. عدنا سيراً على الأقدام وسط حشود الناس والجميع تتحدث عن الزيارة وعن الزعيم. دخلت الدار لأقص على والدتي مشاهداتي لهذا اليوم . يوم شاهدت فيه الزعيم رحمه الله تعالى، لازال في الذاكرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى