مقالات

من الذاكرة الكربلائية / (المشهد الثاني ) الخضر.. عليه السلام .

حسين أحمد الإمارة


– هو الياس بن ملكان بنعامر بن ارفخشد بن سام بن نوح..

وأما سبب تسميته بالخضر .كما يقال انه إذا سكن في مكانما يصير اخضرأ..
سبب إرساله إلى النبي موسى. عليه السلام.

بعد أن كلم الله جل جلاله، موسى عليه السلام تكليمأ. ذهب إلى قومه وارتقى المنبر وقال، ما خلق الله خلقأ أعلم مني. فأوحى الله جل وعلا، إلى جبرائيل..أن يا جبرائيل أدرك موسى فقد هلك، وأعلمه أن عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل أعلم منك.سمع النداء وذهب إلى ذات المكان فالتقيا عند الصخرة،
فقال موسى للخضر جئت لتعلمني مما علّْمت رشداً قال.اني وكِلتُ بأمر لا تطيقه، فقال موسى..
( هل اتبعك على أن تُعَلمني مما عُلمت رشداً )
فقال الخضر،.(إنك لن تستطيع معي صبراً ،وكيف تصبر على مالم تُحِط به خُبراً ) فقال موسى.(.ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمراً ). قال الخضر..(فأن أتبعتني فلاتسألني عن شيء حتى اُحدِث لك منهُ ذكراً .)
وقد حدثت ثلاث أمور لم يستوعبها موسى.ع. وأبدى امتعاضاً واستنكر ما فعله الخضر من تصرفات .توقف ونظر إلى موسى. ع. وقال له، ألم أقل لك لم تسطع معي صبرا. ولكني سأخبرك بما جرى ..وبعدها قص الخضر. ع. على موسى الأسباب ألتي دعته لفعل ما فعله . عندها ودعه وذهب إلى حاله، وعرف موسى. ع.الخطأ الذي ارتكبه..
وللخضر مقامات في أغلب مدن العراق والدول العربية يرتادها الناس لطلب حاجة من الله جل جلاله. ويقيمون الاحتفالات في ايقاد الشموع وتوزيع الحلوى والطعام لمن حظر عند المقام..وهذه المناسبة غالبا ما تكون في بداية العام الجديد..
اعتادت العوائل الكربلائية حالها حال بقية العوائل العراقية بإحياء ليلة تقرأ فيها الأدعية والزيارات وتلاوة القرآن الكريم. وتحضر لعمل حلوى الخضر. ع.وهذه الحلوة تسمى الزردة وهي كلمة فارسية وتعني (الصفرة ) .وتتكون من( السكر والأرز والحليب وماء الورد والزعفران والهيل والدارسين ).
القصة ارويها عن مشاهدة لعمل هذه الحلوى( الزردة ) على طريقة تحضيرها من قبل جدتي لامي( رحمهما الله ) بيبي زكية. وهي كانت مميزة لتحضير الزردة.
بعد إعلان ليلة الخضر .ع.تجري الاستعدادات على قدم وساق لتهيئة متطلبات الزردة كما ذكرت آنفا وتوضع في غرفة جريت عليها عملية التنظيف الشامل وفرش السجاد ويرش العطر.. يوضع الأرز في طشت والسكر في طشت والحليب في حافظة كبيرة وقناني ماء الورد وتوقد الشموع والبخور وتفرش سجادة الصلاة. تتلى آيات من الذكر الحكيم وتؤدى صلاة من ركعتان.ثم تغادر المجموعة المؤلفة من نسوة المحلة الائي دعين للمشاركة في إعداد الزردة. عندها تقفل باب الغرفة ويوضع المفتاح عند أكبر واحدة سناً .
تقوم صاحبة الدار بتوزيع طعام العشاء على الجميع.بعدها توقد النار للقيام بعمل الزردة..بعد أن تجهز القدور ،تذهب النسوة الى الغرفة التي وضعت فيها المواد المطلوبة. تفتح الغرفة وتتجه الأنظار إلى طشت الأرز والسكر. فإذا شوهد أثر عليها هذا يعني أن المباركة قد حصلت لهذا الدار والايذان بطبخ الحلوى، عندها تسمع الهلاهل قد نفذت إلى اسماع الجيران. ويبدأ الأعداد وعمل الطبخ. حتى الصباح. تقوم النسوة بسكب الزردة في صحون( فافون ) منقوش عليها وقف الحسين. ع. وترش عليها الدارسين..
في الصباح تتم عملية التوزيع إلى بيوتات المحلة.
الشيء الجميل هو أن هذه الصحون لن تعود فارغة وإنما توضع فيها (سكر أو أرز ) وهي تعتبر مساهمة مع أهل الدار الذي وزع الزردة. طبعا العوائل المحتاجة تعيد الصحن فارغا لعدم توافر الإمكانية المادية.
في خظم هذه الأحداث نحن الأطفال كنا نشاهد ونساهم في إيصال الصحون أو تقديم ما يطلب منا.
على قدر استطاعتنا…وأما الرجال أو الشباب فلا مكان لهم في الدار بل يذهبون للمبيت عند أحد الجيران..
كانت اللُحمَة والتواد والمحبة ظاهرة عند أهل الطرف والمدينة فالكُل يساعد الجميع..

رحم الله من غادر الدنيا وحفظ الباقيين..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى