منوعات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد الثامن والستون. ( الطمع بالعرش سببه ضعف الحاكم ).

 

حسين أحمد الإمارة

حاشى لله أن يتركنا عطشا، وهو من خط لأرض الرافدين نهرين خالدين .

هذا فرات سائغ شرابه..
وذاك دجلة الخير بذاته..

أمدهما رب العباد بماء طهور، يسقي بها الحرث والنسل. وزادهما بروافد عديدة.

هكذا أرادها الخالق منذ الأزل.
فيها بدأت الحضارات لتنير للبشرية درب الفكر والعلم.

عليها بَشّْرَ الأنبياء والمرسلين الأديان السماوية .

نمت وكبرت على أرضها أول الحضارات .

أرض طمعت فيها الغازين من أُمم وأقوام شتى من أجل السيطرة عليها.
شرقاً وغرباً .
قريبة وبعيدة .

الأرض ألتي ضمت في باطنها أنبياء ورسل وأئمة وأولياء وأصحاب مذاهب ومفكرين وقادة على مدى التأريخ..

لايمكن أن تموت .
ولا بد أن تزهر وتعود..
فهي كبوة لن تطول ..

في بداية القرن الواحد والعشرون أنشأت( الجارة ) تركيا عدة سدود على نهري دجلة والفرات ،وكذلك فعلت (الجارة ) إيران فأقامت سدود على الأنهار المتجهة في سريانها إلى أرض العراق .
وغيرت مجرى أكثر من ثلاثين رافداً ،أرادها الله جل جلاله، أن تسير في أرض السواد.

في عام 1982 كنت قد ذهبت إلى شمال العراق بصحبة أحد الأصدقاء، مررنا على الطريق الجبلي الذاهب من السليمانية إلى أربيل مروراً بسدة دوكان ،برفقة أحد الأصدقاء من القومية الكردية.

على الطريق شاهدت مكائن ومعدات ثقيلة وملحقاتها.
سألت عنها فقيل لي إنها عائدة لشركتين( تركية ويوغسلافية ) من أجل بناء سد (بخمة ) الذي يسع لأكثر من خمسين مليار متر مكعب. وهو رابع أكبر سد في العالم.
وقد تم تعويض جميع أصحاب الدور والأراضي الزراعية الواقعة على الأرض ألتي يشملها السد، بمبالغ مجزية في حينها.

تلكأ العمل به ولم يكتمل بسبب الحرب وانفصال الشمال عن السلطة في بغداد.

بعد أحداث عام 1991.
توقف العمل تماماً وهُرِبتْ وبيعتْ جميع المكائن والمعدات التابعة للشركات من مواقع العمل إلى دول الجوار .

فهل من يبني السدود .
وهل من يحمي الحدود .

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى