مقالات

من الذاكرة الكربلائية ..المشهد الثالث والعشرين . ( أبو الدوندرمة )

 

حسين أحمد الإمارة


– قبل ظهور مكائن صنع المرطبات ( المثلجات ) الكهربائية بانتاجها الواسع، وقبل دخولها للبلاد.
كانت صناعة الدوندرمة تتم بصورة بدائية، بواسطة مكائن يدوية محلية الصنع، تتكون من حافظة نحاسية اسطوانية الشكل ،توضع داخل صندوق خشب اسطواني( برميل ) . وما بينهما يوضع الثلج ويضاف إليه الملح.

يوضع الخليط المكون من المواد التالية …
(الحليب البقري- السكر- المطيبات- بنسب متفاوتة إضافة إلى الثعلبية).
كلها توضع في الحافظة النحاسية على أن لا تتجاوز النصف منها .
يبدأ تحريكها يميناً ويساراً، إلى أن يتكثف السائل ويأخذ شكله (المثلج).

يقدم المنتج باقداح نحاسية أو من الالمنيوم أو باقداح معمولة من مادة الطحين تسمى (البسكت).

للدوندرمة أسماء عديدة تداولها الناس منها..
(لكي ستيك- آيس كريم – اسكيمو- أبو العود- أم الطابوكة- بوب سايكل- نضال ستيك- بوب ستيك).

في مدينة كربلاء عُرِف العديد من صانعي وبائعي الدوندرمة (الشعبية ) واتخذ كل واحد منهم مكانا ثابتا من على شوارع وساحات المدينة لتسويق منتوجهم.

أذكر منهم..
1..حجي توفيق- شارع العباس.
2..ابو أموري- ساحة الإمام علي.
3..مهدي الوزني- منطقة أبو الفهد.
4..عبد الأمير- سوق باب السلالمة.
5..شاكر الاعمى- شارع السدرة مقابل حسينية تاج دار بهو.
6..عباس السماك- شارع السدرة مقابل جامع الشيخ خلف.

وآخرين ممن امتهن هذه المهنة، وتوزعوا على أماكن متفرقة من المدينة وقد عُرِفوا من قبل الناس واشتهروا بحسب جودت إنتاجه .

في بداية الستينات دخلت مكائن صنع المرطبات إلى البلاد، كان نصيب كربلاء منها ثلاث معامل..

1..معمل مرطبات نضال ستيك.
لصاحبه المرحوم كاظم الشبيب، عند سوق باب السلالمة.

2..معمل مرطبات بوب ستيك.
لصاحبه المرحوم حسين الشربتي،على طريق الجرية بالقرب من منطقة الدفتر دار.

3..معمل مرطبات الفرات.
لصاحبه الحاج صاحب سعيد،يقع في منطقة العباسية الشرقية.كراج البارودي .

4..معمل المرحوم الحاج عبد الرضا-باب الخان بالقرب من مغتسل العلقمي.

عمل أصحاب معامل المرطبات على إيصال المنتج لاكثر عدد ممكن من الناس بطريقة نقله بواسطة العربات( الحافظة )التي صممت لهذا الغرض.يطبع عليها إسم المعمل والعلامة التي صُممت لتميزها عن بقية المصانع.

يدور أصحاب العربات على طرقات المدينة وفي الأسواق مع إعلان منتوجهم بنداءات محببة للأطفال.
وكل منطقة من مناطق المدينة عرفت كمكان لتصريف منتوج أحد المعامل.

بالنظر للاقبال الكبير على هذا المنتج فقد بادر الناس بفتح محلات بيع المرطبات في أماكن كثيرة من المدينة.واشتهرت على نطاق واسع واصبح لها رواد كُثُر .من هذه المحلات ..

…محل مرطبات نزهة الفرات. شارع علي الاكبر.
…محل مرطبات جليل شنطوط. شارع علي الاكبر.
…محل مرطبات يقع على يمين مدخل سوق التجار.
…محل مرطبات حسن أبو حديبة. يقع عند تقاطع شارع العباس وشارع الجمهورية.
… محل مرطبات حجي حميد قرمزة. يقع عند شارع العلقمي.
…محل مرطبات كهرمانة.جانب أبو الفهد.
وآخر عند باب القبلة وبالقرب من باب الكرامة بمحيط صحن الإمام الحسين عليه السلام وغيرها من الأماكن.

شاع في ذلك الوقت قيام الحرفيين بصناعة مكائن صنع الدوندرمة صغيرة الحجم .كنا نبتاعها ونعمل المرطبات في المنزل،

تغييرت معالم المدينة واختلفت عادات الناس بدخول المدنية واتجه الكل للتغيير بعدما كثرت متطلبات الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى