مقالات

مشاهدات من زيارة الأربعين …

أحمد حسين ال جبر


– المفرح هو هذا التجمع الإنساني الكبير والسلمي العالمي حيث تجمعت الحشود المليونية في كربلاء المقدسة مدينة الجود والكرم والصورة المشرقة لهذا البلد وشعبه وهي صورة لاتضاهيها صورة أو لها نظير في اي تجمع بشري في كل دول العالم ، هي الإنسانية بكل معانيها والشعور العالي بالمسؤولية من أصحاب المواكب اتجاه الزائرين والتنافس بيهم لتقديم الأفضل والأفضل وتقليل المعاناة عن الزائرين ، جميع مكونات الشعب توحدت وألغت فئويتها وقوميتها وانخرطت في تقديم الخدمات للزائرين ساعية بما تملك لإنجاح هذه الزيارة المليونية ، فتحت أبواب البيوت وفي كل اتجاهات الطرق المؤدية إلى كربلاء من جهات انطلاق الزائرين إليها لاستضافة الملايين وكسب الأجر والثواب ، تعاون الجميع لإنجاح الزيارة اصحاب المواكب والزائرين والأجهزة الحكومية الأمنية والخدمية بكل إمكانياتها على مدى أيام الزيارة ، من المشاهدات المخزنة هي تجاوز بعض الذين يطلقون على أنفسهم متظاهرين وهم مندسين أرادوا أن يثيروا الفتن وتحقيق أهداف ومآرب لايحمد عقباها ، لكن الرد الصارم والحازم وبالوقت المناسب افشل المخطط الذي كانوا يهدفون اليه ، مشاهدة كثير من الأيتام والأرامل والأمهات والآباء الذين حملوا صور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الوطن وهي شكوى وشهادة بالتقصير في حق هؤلاء الشهداء ، مشاهدة محزنة لبعض الشباب الذين كانوا يتنابزون بينهم بالألقاب والسباب ويرتدون ازياء لاتنتمي للمناسبة من قريب ولابعيد ، أو أولئك الذين قدموا للزيارة على الدراجات وهم ثلة منحرفة قد خلقوا في تجمعهم هذا كثير من المشاكل على طول الطريق حتى تم إلقاء القبض عليهم في كربلاء هم ودراجاتهم والسكاكين التي يحملونها للأعتداء على من يعترض طريقهم ، وبعض ضعاف النفوس من الذين استغلوا الزائرين من بعض أصحاب الستوتات الذين سببوا حوادث دهس وإصابات للمواطنين والزائرين كذلك كثرة العجلات المتوقفة في الشوارع المغلقة في الأحياء ، ومن المشاهدات المحزنة هي كثرة الطعام المرمي على الأرض علما أن هناك حملات تنظيف من أصحاب المواكب والجهد البلدي الكبير في تنظيف المدينة القديمة لكربلاء وغيابه عن الأحياء التي تجمعت فيها أكوام القمامة . المفرح هو نجاح الخطة الأمنية التي وضعت لزيارة الأربعين في هذه السنة كونها لم تقطع الشوارع وبقت مفتوحة كون الزيارة اقتصرت على أهل البلد بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم ومنعت حضور الزائرين من دول العالم إلى كربلاء لأداء الزيارة ، ولأن هذه الزيارة اعدادها ليس كاعداد الزائرين التي كانت تحضر للزيارة في الأعوام السابقة .
نتمنى من الله ان يحفظ الزائرين ويرجعهم سالمين وان تأخذ الحكومة في حساباتها كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وزياراتها المليونية وماتحتاج من خدمات لأنها تمثل رمزا للسياحة الدينية في العراق مع الكاظمية وسامراء والايرادات الممكن تحقيقها من تلك السياحة أن توفرت لها مقومات نجاحها ، تحية إحترام وتقدير وعرفان لكل من ساهم في نجاح هذه الزيارة من كافة القطاعات الحكومية والشعبية كتبنا وإياكم جميعا من زائري الحسين عليه السلام في هذا العام وفي كل عام ومن الذين يعرفون الحسين حقا …

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى