مقالات

فنون اغتصاب العقول ..!!

أحمد عاصم


ان اخطر ما يقع فيه الانسان هو الوهم .. ونحن اليوم نعيش احدى اهم اشكاله الا وهو الإعلام المضلل من خلال دس السم بالعسل في بعض الامور التي تتسلل الى عقولنا بإرادتنا دون الشعور بها .
مثال على ذلك قصة الفيلم الشهير ( آر إم إس تيتانك / Rms Titanic ) وهي سفية ركاب انجليزية بحجم مهول عابرة للمحيطات والتي تم بناؤها في حوض ( هارلاند آند وولف / Harland and Wolff ) لبناء السفن في العاصمة الإيرلندية الشمالية بلفاست و صنفت كأكبر باخرة نقل للركاب في العالم آنذاك اذ كانت تحمل على متنها 2230 راكب .
و بالعودة لجوهر الموضوع فعندما تحطمت السفينة لم يتم انقاذ سوى 706 شخصاً من اصل 2230 مما يعني ان 1524 لقوا حتفهم في هذه الحادثة وهو رقم مهول ، و بحسب ما عرض في الفيلم فأن سبب وفاتهم هو الغرق وما يثير الدهشة و التساؤل في آن واحد ان بطل الفيلم مات بسبب برودة الماء وليس الغرق ..!!
وهنا يبدأ فن اغتصاب العقول و غسلها اذ نلاحظ غياب الرأفة و التعاطف من قلوب المشاهدين تجاه المئات ممن خسروا حياتهم جراء الحادث المفجع في حين كانت جل امنياتهم هي نجاة البطل و البطلة و ان يعيشوا باقي حياتهم معاً .
هل تسائلت لماذا تعاطف الكثير مع مدمن للخمر و لاعب قمار دون البقية من نساء واطفال ممن كانوا معه على ظهر تلك السفينة ؟
السبب ببساطة تسليط الضوء من قبل المخرج على بطلي الفيلم و جعلك تظن انهما الوحيدان على تلك السفينة هو من فعل ذلك و سلبك احاسيسك دون ان تشعر بالرغم من عيوبهم و تفقد الاحساس ببقية الركاب تدريجياً دون ان تعلم بذلك . وهذا ما يفعله الإعلام الممنهج لدب الفتنة و التفرقة بين ابناء الشعب الواحد و يجب علينا ان لا نقع في فخهم من خلال التقصي و البحث عن المعلومات الصحيحة و غير المغلوطة قبل ان نقدم على اي تصرف طائش .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى