تقارير وتحقيقات

رجال معنفون في اقليم كوردستان.. ظاهرة ام مبالغة؟

 

تحقيق/ نور علي

من المعروف ان الحملات تقام للحد من العنف ضد النساء، لكن في العراق برزت منظمة تعنى بضحايا العنف من الرجال!،

وتعد ظاهرة العنف الأسري ضد الرجال من قبل زوجاتهم من الأمور غير المتوقعة.
حيث يتعرض الرجال في اقليم كوردستان العراق للعنف من قبل زوجاتهم بسبهم والاعتداء عليهم جسديا وجنسيا ويواجهوا أشكال عديدة من العنف، حتى ان بعضهم هرب من المنزل أو انتحر والأمر أصبح ظاهرة منتشرة، بحسب منظمة العنف ضد الرجال في الاقليم.

قد يبدو الأمر غريبا، إلا أن تصاعد هذه الظاهرة في ظل القوانين المدافعة عن المرأة، اضافة إلى تقدم دورها في اقليم كوردستان.

قصص من واقع الحال..

يتحدث الشاب ازاد حمه سعيد، البالغ من العمر 27 عاما، عن معاناته لما تعرض له من التعنيف خلال فترة زواجه التي لم تدم أكثر من 5 أشهر، واصفا اياه بعنف نفسي متزايد، فضلا عن تلفظها بكلمات “بذيئة وغير لائقة” تجاهه.

ذاكرا ان خلافاته مع زوجته “كثيرا ما تنتهي بتدخل الشرطة المجتمعية لاعتقالي بتهم كيدية وملفقة”.
مما ادى الى لجوئه الى منظمة العنف ضد الرجال من أجل وضع حد لمعاناته، بعد أن قرر الانفصال عن زوجته، قائلا: “لا أعرف لماذا تجامل حقوق المرأة في كوردستان على حساب حقوق الرجل”.

بينما تعرض بريار هفال البالغ من العمر 42 عاما للعنف من قبل زوجته، قائلا ان “زوجتي طردتني من المنزل لاكثر من مرة بعد توبيخي عدة مرات بسبب وبدون سبب”، موضحا انه “لم ارى اولادي منذ عامين”.
واضاف “كانت معاملتها لي سيئة جدا ولا تبدي لي اي احترام امام اولادي، وان طلبت مني شيئا ولم استطع فعله لسبب ما تطردني خارج المنزل او تذهب وتقدم شكوى بحقي بأني اسأت معاملتها وقمت بضربها واهانتها، وكل هذا افتراء”.

مبالغة أم ضعف شخصية؟

اعلن اتحاد رجال كوردستان زيادة حالات ممارسة العنف ضد الرجال في الاقليم لعام 2020 مقارنة بالعام 2019 والاعوام الماضية.
وقال سكرتير اتحاد رجال كوردستان برهان علي فرج في مؤتمر صحفي عقد في مدينة السليمانية، ان “حالات العنف تصاعدت وخاصة انتحار الرجال في اقليم كوردستان في العام 2020 قياسا بالعام الماضي والاعوام السابقة”.
وعزا فرج اسباب زيادة العنف ضد الرجال الى “الازمات الاقتصادية والمالية، وانعكاس تبعات قانون الاحوال الشخصية الذي يساوي بين الرجل والمرأة في الاقليم، الذي يلزم الرجال بإعالة الاسرة والذي يعطي للنساء حرية التصرف براتبها وحقوق اخرى”.

واضاف، ان “هناك العشرات من الشكاوى تسجل في منظمتنا اسبوعيا من مختلف مدن الاقليم، حيث تقديم 553 شكوى من الرجال للاتحاد، وقتل 90 رجلا أنفسهم، وقتل 8 آخرون على يد نساء، وهو أكبر عدد في السنوات الست الأخيرة”.

نظرة المجتمع لهذه الظاهرة!

اوضح شاديار رمضان وهو عضو منظمة “اتحاد رجال كردستان” التي تأسست في محافظة السليمانية في آذار/ مارس سنة 2007، أن “المنظمة تستقبل منذ عام 2010 كثيرا من الشكاوى المتعلقة باعتداءات على الرجال في كوردستان.

لذلك، نظمنا الكثير من ورش العمل والندوات للتعريف بحقوق الرجال.

وما زاد من العنف ضد الرجال هو مواقع التواصل الاجتماعي. بسببها، حدثت خلافات بين الأزواج أدت إلى العنف ثم الطلاق”، مبينا ان “إحصائيات المحاكم والمؤسسات الأمنية تشير إلى ارتفاع معدلات العنف ضد الرجال، الأمر الذي ترفض الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة تصديقه على الرغم من وجود أدلة وأوراق تثبت ذلك”.
ودعا رمضان “حكومة اقليم كوردستان الى تشريع قوانين حكومية تردع النساء المتمردات”.

وينصح بعدم الاستجابة لما تنشره منظمات المرأة حول العنف ضد النساء، لأن هذا نادر الحدوث في الاقليم، وما يحدث هو العكس”، موضحا ان “الأسباب كثيرة، منها الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى حدوث مشاكل أسرية كثيرة من جراء انخفاض القوة الشرائية بسبب تأخر الرواتب الحكومية، والخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل، اضافة الى فترة الحضر التي فرضتها جائحة كورونا”.
بينما نفت ما يتم تداوله، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، سيلين فرهاد، قائلة ان “حالات العنف التي نسجلها ضد النساء هي التي تزداد، وليس تعنيف النساء لأزواجهن.

ومن خلال بيانات السلطات الأمنية في أربيل والسليمانية ودهوك، يتضح حجم الاستهتار في التعامل مع النساء، وتحديدا في المناطق البعيدة عن مراكز المدن (القرى والارياف)”، لافتة الى ان “ما قالته منظمة الدفاع عن الرجل ليس دقيقا، وهناك حالات فردية تحدث في كل المجتمعات ولا يقتصر الامر على الاقليم فقط”.

حتى رأي الشارع العراقي تجاه هذه الظاهرة متباين، حيث اكد المواطن جوتيار محمد ان “جميع القوانين والتشريعات التي تخص الأسرة والمجتمع تؤكد قوامة الرجل على زوجته وأسرته”، مشددا ان “من الواجب على المرأة أن تحترم الرجل”. كما يرى أمين أن “ضحية العنف هو ضعيف الشخصية،على حد وصفه”.
في حين وصف المحامي توانا امين، الذي تلقى مثل هذا النوع من القضايا، ان “الثورة المعلوماتية ساهمت في ادخال عادات سيئة على المجتمع الكوردي وتقاليده، مما ساهم في نشر ثقافة العنف ضد الرجال”، مشيرا الى ان “اختيار الأزواج لشركاء حياتهم لم يعد يتم من خلال التقاليد المعروفة لدى المجتمع الكوردي، وإنما تغلب الصفة الجنسية على هذا الاختيار، التي من شأنها أن تولد مظاهر العنف بين كلا الزوجين”.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى