منوعات

ذكريات أيام زمان وشارع باب قبلة الحسين (ع)…

 

صاحـب الشريفي

كانت لنا جولة ممتعة في شارع باب قبلة الحسين(ع) وعودة مع ذكريات الماضي(ستينيات القرن العشرين) الذي ما زال ذكراه يثير عبق الاشتياق إليه.
ونبدأ بجولتنا من الركن ومقهى باقر الصراف الصيفي الثاني المقابل إلى ٩ الصراف الأول من الجهة الثانية عبر شارع الجمهورية وكان هذا المقهى ملتقى لعمال المسطر، ثم ننتقل إلى أول محل كان للحاج جاسم البقال والد الأستاذ عبد الرضا وكان يختص ببيع الفواكه ومن الفواكه التي يتعامل بها الخرمالو وهو الوحيد وكذلك بعض التمور واكثرها الاشرسي، ثم محل الحاج أكرم عبود أبو زينب للأكلات السريعة وحالياً يسكن طهران وأحد المشرفين على الحسينية الكربلائية في طهران.
ثم ننتقل إلى محل محمد علي للصوتيات، ثم محل أبو محمد بائع الطين خاوه والفحم وبعده محل الحاج جعفر العطار ثم مكتبة المنتظر لمعمم قطيقي لتجلد الكتب إضافة الى بيعه الكتب، يليه محل المرحوم جعفر العادلي لبيع اللوازم المدرسية بكافة انواعها وكذلك الطوابع البريدية وورق الزينه وورق (الطائرات الورقية) وكان الوحيد والمشهور في المدينة آنذاك، ويقال عنه من أصول نجفيه وقد سفر إلى ايران في سبعينيات القرن العشرين وتوفي في قم.
ويذكر لنا الأستاذ عبدالرسول علي الفراتي عن المرحوم جعفر العادلي بانه حينما سفر إلى ايران أتجه إلى تدريس اللغة الانكليزية دليلاً على مهارته رغم انه كاسب، وكان له اخ في النجف وسفر هو الاخر إلى ايران اسمه سيد كاظم العادلي.
ثم ننتقل إلى محل كماليات لصاحبه اسماعيل احد ابناء الحاج ابراهيم الفردان من كبار تجار الؤلؤ في قطر والامارات، يجاوره مصور العزاء الحسني أبو ناظم ثم ياتي فندق الخيام لصاحبه السيد فاضل آل طعمة، وبعده يأتي القصاب الوحيد الحاج يونس، ثم ننتقل إلى جواره ومحل السيد عباس الداماد للتصوير ثم حول مهنته فيما بعد إلى وكالة لبيع الاجهزة الكهربائية
(وكيل راديوات ومسجلات سيرا)
وبعدها انتقل إلى شارع العباس مقابل الاورزدي القديم، ثم يليه مكتب دلالية ثم محل خياطة بيروت لصاحبه مهدي، ومحل شاكر للكهربائيات ومكتب حمد نداف للسفر والسياحة.
ونصل (عگد السقائين) ويسمى أيضا زقاق شمس الفقهاء وزقاق أغا علي وكان في بدايته ملك المرحوم السيد حميد الصافي أبو الساده اياد وعباس ومحمد الصافي، وبعده يأتي منزلخانة (زوار العماره) بادارة باقر الازيرجاوي، ثم مكتبة الطف لصاحبها الحاج محمد منير وهو من اصل تركماني وكان يتقن عدة لغات، وكان يعمل معه الشاعر علي الفراتي صحافاً للكتب (مجلد كتب).
ثم فرع صور الائمه والآيات القرآنية ومحل الحاج ظاهر حبيب أبو عبدعون والاستاذ عبد الامير الكعبي، وتأتي مكتبة السيد محمد علي سراج الدين في الستينيات وحالياً يسكن طهران وكان سابقاً صانع جعفر العادلي وقد تعلم المهنه منه، وكان يعمل مع سراج الدين صانعه الأستاذ الشاعر عبد الرسول الفراتي.
ثم يأتي خان الكبير وبعده محل السيد ميرزا التتنجي نسيب السيد عبد الحسين أبو لحيه والد كل من: الدكتور التدريس ابراهيم حالياً في جامعة طهران وحسن وعلي ومحسن وجعفر والأخير يتولى سدانة الحرم الحسيني الشريف ولهم وكالة قصب السيكاير المزبن وسيكاير لوكس والمختار، ومن اولاد المرحوم السيد مرزة والذين استشهدوا هاشم وماجد وبقي الصغير صاحب ومدرس القرآن السيد ابراهيم الذي افتتح محلاً لبيع الكتب في شارع المتنبي.
ثم ننتقل إلى محل أغا علي التتنجي وعيادة طبيب الاسنان الدكتور ابراهيم عبد الحسين، ومحل محمد علي كريدي(وكيل سيكاير غازي) والد صاحب وكريم وحيدر، ومحل أبو فاضل لبيع الشكريات، ومحل السيد لبيع الترب والسبح الذي يجاور فندق الشرف.
ثم دار السيد محسن الياسري أبو السادة عباس وحامد والدكتور اكرم محافظ كربلاء الاسبق ومحمود وكان داخل الزقاق ديوان السادة آل النقيب.
ثم محل السيد مصطفى النقيب أبو الشهيد احسان واحمد، ثم ستديو المصور تقي الهندي، ثم نصل الركن وفيه محل دلالية المرحوم جعفر صمد.
وينتهي الطرف الايمن من شارع باب القبلة باتجاه الصحن.
ثم ننتقل إلى الطرف الايسر حيث مرقد الشاعر التركي محمد سليمان المعروف بـ(الفضولي البغدادي) وهو أشهر الشعراء الآذربايجانية ولد ومات في كربلاء، ويجاوره محل السيد محمود مفتخر ابو محمود لبيع الشكريات وبعده محل العطار الفولكلوري الشخصيه والطريقه الحياتيه محمد صالح شهربنلي وهو من ابناء شهربان وكان صاحب نكته يضحك الناس ويضحكون عليه لمواقفه الهزلية والعصبيه وكان يحبذ العمل من الليل إلى الصباح واختصاصه ايجار الحقنه الشرجيه باغلى سعر، ثم مقهى محمد القهواتي والد الأستاذ الدكتور حسين القهواتي، ويأتي بعد المقهى مطعم جار الحسين لاولاد عباس شمسه القصاب وكان والدهم امام محل وفي الجراخ في سوق الحسين(ع) وكان للمطعم واجهتين احداهما تشرف على سوق القبلة والآخر على الشارع العام، ويضيف لنا الأستاذ الدكتور حسين القهواتي من ذاكرته النيرة عن مطعم جار الحسين قائلاً:
كان مطعم أولاد شمسة في عشرينيات القرن الماضي في الاصل يعود للحاج حكيم ثم ورثه منه ابنه أحمد حكيم وكان المطعم الوحيد في كربلاء من حيث نظافته وتنوع أكلاته، وبجانب المطعم كان مقهى والدي الحاج محمد القهواتي وكان المقهى يتسع ليطل على سوق القبلة بثلاث واجهات واسعة وكانت تزين جدرانه المرايا المؤطرة والمزخرفة بحيث كانت تصطف الواحدة جنب الاخرى وعلى الاجاغ أي(محل اعداد الشاي) الذي يحوي على أقدم سماورين ارتفاعهما أكثر من نصف متر وعليهما نقش عدد من قياصرة الروس وفي أعلى الجدار عبارة “العدل والانصاف”، وكان من رواد المقهى محمد الشيخ علي وشريف الشيخ علي والسيد أحمد الحكيم والد الدكتور سلطان والمختار البصير والد بديوي الذي آلت المختارية اليه من بعده ومن الرواد أيضاً رجال عگد المناكيش وفي زيارة الاربعين كان المرحوم الحاج عبد الواحد السكر أحد رواد المقهى واكثر من مرة التقيته وتحدثت معه على الاريكة الخارجية المطلة على شارع القبلة، وكان يتردد بين حين وآخر السيد محمد الددة والد الاستاذ زكي الددة وكذلك المرحوم الأستاذ الحاج هادي صالح مهدي الحافظ ايام كان طالباً وكذلك السيد فخري الداماد شقيق السيد عباس الداماد الذي كان يودع كتابه عند والدي عندما ينتهي من المطالعة لثقله لانه مجلد لكتاب النبات والحيوان والتشريح لانه كان من أمنيات السيد بعد نجاحه من الخامس ان يدخل الطبية!! ولكن مع الاسف لم يحقق امنيته في النجاح الا في سنة الزحف… ومن الرواد عبد الرحمن الواسطي الذي كان يتابع إقامة الزوار الطهرانيين وكذلك ساعي البريد الذي يأتي برسائل الزوار على عنوان المقهى كان المقهى ديواناً لحل المشاكل وسوقا للبيع والشراء وللالتقاء باصحاب الحرف وكان لكل هؤلاء ركن مخصص لهم.
ونواصل جولتنا حيث يأتي بعد مطعم جار الحسين عقد العكس الذي يؤدي إلى سوق قبلة الحسين(ع) وهناك دار السيد محمد حسن الكليدار آل طعمه مؤلف مدينة الحسين (رحمه الله)، ومخبز محمود المعروف (ممود)، بعده يأتي وكيل عام شركة سنجر للخياطة المرحوم سعيد الكلكاوي والد سعد وفائق، ثم ياتي بعده أول ستوديو فني حديث في كربلاء هو(ستوديو كربلاء) لصاحبه المصور الفني حسين محمد الذي انتقل فيما بعد إلى شارع العباس مقابل البريد في أوائل ستينيات القرن العشرين، وبعده تأتي ثلاثة دكاكين للبقاله.
وإلى هنا انتهت جولتنا في شارع باب قبلة الحسين (ع) ونتمنى من الاخوه الاعزاء ملاحظة الاخطاء في المعلومات او تقديم وتاخير في تسلسل المحال والدور والاماكن أو نسيان أحدهم أو اية اضافة ممكن اضافتها مع خالص شكرنا وتقدرنا لكم..

المصادر/
الذاكرة الشفوية(الشفهية)
١- السيد غياث جواد آل طعمة.
٢- الأستاذ توفيق العطار.
٣- الحاج عبدالحسن عبدالحسين المسقطي.
٤- الاستاذ عامر الحافظ.
٥- السيد ابراهيم محمد رشاد .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى