مقالات

ارض السواد

قاسم حسن الموسوي
تسمى الارض العراقية المحصورة بين دجلة والفرات ومسافات اخرى على جانبي النهرين الاخرين من منطقة شمال بغداد الى البصرة بأرض السواد لكثرة الغلات الزراعية فيها وقد حباها الله لهذا البلد لتوفر التربة الغرينية التي يجلبهما النهران العظيمان مع المياه خلال سريانهما لمسافات طويلة وبتوفر هذه الكميات الكبيرة من المياه والاجواء الملائمة للانبات اصبحت هذه الارض وكأنها غابة من مختلف الاشجار والنباتات والمحاصيل ونتذكر جميعا وخلال سني دراستنا المتوسطة كان يذكر ان العراق يمتلك اكثر من 30 مليون نخلة ناهيك عن باقي الاشجار المزروعة او الطبيعية والمحاصيل والتي يعجز القلم عن تعدادها مثل الحنطة والشعير والرز بانواعه الراقية والماش والعدس و الفاصوليا والطماطة والبصل والبامياء والباذنجان والبصل …. واشجار الفواكه مثل البرتقال والليمون واليوسفي والرمان والتفاح والمشمش والخوخ والعنب …… حتى وكأنك تتخيل نفسك وانت في الجنة الموعودة . وكان العراق بلدا مصدرا لكثير من هذه الغلال بعد الاكتفاء الذاتي منها رغم انه هناك مساحات شاسعة من الاراضي الصالحة للزراعة مازالت بكرا لم تستغل وغيرها اراضي بور لم تستصلح بعد ، لنفتح عيوننا هذه الايام ونحن نتجول في الاسواق على انواع المحاصيل المستوردة من بلدلن قريبة واخرى بعيدة فهل يعقل ان العراق يستورد الطماطة والرقي والبطيخ والبصل والرز ووووو .. بعد ان كانت ترمى في مكبات النفايات ايام الصيف لانها فائضة عن الحاجة ولرخص ثمنها . لقد بدأ اهمال الزراعة من سنة 1980 واندلاع الحرب العراقية الايرانية حين اعتبرنا العرب درعا لهم من خلال ( البوابة الشرقية ) بعد ان تبرع بنا ( القائد الضرورة ) بكرم حاتمي من باب علينا الرجال والدماء وعليهم الباقي بكل انواع الدعم في حرب عبثية انهكت البلد ودمرته ثم دخول الكويت والحصار بعده ودخول الامريكان وسقوط النظام ليأتي رجال ما بعد 2003 فيزيدوا الطين بلة باهمال الارض والفلاح لنصل الى استيراد التمور من السعودية والامارات !!!!! ياللفاحعة والله ، بلد النخيل يستورد تمرا ؟ . من لايحس بالانتماء لوطنه وارضه ومياهه وتاريخه لن يكون جديرا بالعيش فيه فكيف اذا كان هو الممسك بالسلطة ويتحكم بمقدراته ويبعثر ثرواته ويجهز على كل جميل فيه ويعيث في الارض فسادا فيحيله الى ركام وارض يباب فوا أسفاه عليك يا ارض الرافدين وقد نزعت ثوب سواد الزرع لتتشحي بسواد القماش ناعية ابنائك وهم يسقونك بدمائهم ظلما وعدوانا ومنذ سنين طويلة .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى